حظيَ المتطوعون خلالَ ثلاثة أيام بفرصة عيش حياة الرهبان اليومية في ديرِ سيدة حمطورة الأرثوذكسي، حيثُ تنوعتْ نشاطاتهم بين ورشة فرط حبات الرمان، وزيارة الأماكن المُقدسة، وأوقات الصلاة، فاختبروا العيش الحقيقي في بيئة خضراء جميلة على عكس الشوارع الضيقة في مدينة طرابلس.
وكان موعدنا الصباحي أمامَ مطحنةٍ عندَ سفح الجبل حيث يقع الدير في قلبِ وادي قاديشا، وهو مكانٌ هادئٌ بجوارٍ جدولٍ صغيرٍ. وكم سُعدنا عند رؤية حوالي ثلاثين شاباً وشابة تتراوح أعماراهم بينَ 13 و23 ربيعاً بالإضافة إلى عدد قليل من الكِبار، منشغلين بتقطيع وإفراغ حبات الرمان في مكانٍ ظليل هرباً من شمسِ لبنان الحارقة. وسُرعان ما قُدمت لنا العصي المُسطحة لضرب ثمرة الرمان المشطورة إلى نصفين، بُغية إسقاط حباتها الوردية ونصف الشفافة. فسيُوزع هذا المحصول فيما بعد على العائلات الفقيرة.
ومن ثمَّ صعدنا إلى الكنيسة الصغيرة حيث تقبعُ بقايا قديس أرثوذكسي وثلاثة شهداء بينهم طفل رضيع. وقال لنا الراهب وهو يفتح صندوق الذخائر حتى نتمكن من شم رائحتها: “تفوحُ من هذهِ الذخائر رائحة الورود”. وأشادَ الرهبان في الجوار ورشة صناعة الشموع من العسل، إلى جانب مقبرة الرهبان حيث لم نرى سوى ثلاثة قبور، إذ إنَّ جثامين الرهبن تُستخرج بعد ثلاث سنوات من رحيلهم لتُدفن في مدفنٍ جماعي.
ألينور، متطوعة في لبنان.
It seems we can't find what you're looking for.