تُعد المدرسة البرعم الذي سيعطي منه غصن ازدهار الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط. فمن دون تعليم لائق قد تختفي بعض اللغات القديمة مثل السريانية والكلدانية.
لذا تعمل منظمة SOS مسيحيي الشرق يوميًا بهدف صون ثقافة وهوية السُكان الذين عانوا من ويلات الحرب، لا بل أنَّ هذا الهدف باتَ أحد الأولويات.
ويُعد التعليم إلى جانب إعادة إعمار وتأهيل دور العبادة، أحد أولويات الطوائف المسيحية الشرقية ومنظمتنا على حدٍ سواء. لذا ينغمسُ جميع متطوعونا تقريبًا بنشاط في هذه الرسالة التعليمية بطريقةٍ ما: من تقديم فصول اللغة الفرنسية أو الإنجليزية، إلى الدروس الخصوصية، والغناء، والموسيقى، والمسرح، والتعليم المسيحي بلا شك. كما يُظهر المتطوعون الحافز والعفوية وتكريس الذات والدماثة والقدرة على التكيف والصبر على الرغم من أنهم غير مختصين في ميدان التعليم.
ولا تزال SOS مسيحيي الشرق ترافق أكثر من 20,000 عائلة، أي حوالي 100,000 شخص، أكثر من نصفهم لم يبلغوا سن الخامسة عشر. وذلك بهدف ترسيخهم في أرض أجدادهم. فإنَّ حماية الأطفال من عنف الحرب وضمان مستقبلهم لا يقلان أهمية عن إطعامهم أو علاجهم.
وفي هذا السياق تُعيرُ منظمة SOS مسيحيي الشرق اهتمامًا لافتًا بحماية وتنمية الأطفال المسيحيين في الشرق الأوسط.
فتساندُ على نحوٍ خاص أولئك الذين تعرضوا إلى اضطهاد أو أعمال عُنف كنتائجٍ للحروب.
ويمضي متطوعونا الكثير من الوقت مع الصغار لتزويدهم بالدعم المعنوي. فحيثما تسمح الظروف ننفذ مشاريع بناء أو إعادة تأهيل المدارس حتى تتمكن الشبيبة المسيحية من مواصلة التعلُم.
وتستجيب SOS مسيحيي الشرق أيضًا إلى احتياجات الشبيبة من النازحين أو ضحايا الحروب من خلال إنشاء المراكز الترفيهية والاجتماعية والملاعب الرياضية وتنظيم المعسكرات الصيفية والأنشطة التعليمية أو الترفيهية المتنوعة.
إننا على يقين بأنَّ تنمية الشبيبة وازدهارها هو البرعم الذي سيأتي بمُستقبل أفضل لمسيحيي الشرق. فكلما زادت قدرة هؤلاء الأطفال على تأمين مستقبلهم الاجتماعي والمهني، ازادت قدرتهم على الترسُخ في الفسيفساء العرقية والدينية في الشرق الأوسط.