أرمينيا
يُعدُ دار إيشمياتزين للنشر أقدمُ دارٍ للطباعة في أرمينيا، وهي مطبعة ملحقة بالكرسي الرسولي، وتحت سلطة كاثوليكوس جميع الأرمن. ومن أبرز مآثر هذا الدار هو إعادة نشر أهم الأعمال في الثقافة الأرمنية، ككتب تاريخ الحضارة الأرمنية وكتب كبار المؤلفين الأرمن والنصوص التأسيسية والأعمال اللاهوتية الرئيسية. كما تطبع كل نصوص الكنيسة الأرمنية الرسمية مما يجعلها متاحة على نطاق واسع للمؤمنين.
لكن بسبب قِدم آلاتها ومنافسة دور النشر الأخرى في الخارج، تواجه دار إيشمياتزين خطر الإغلاق نتيجة عدم قدرتها على المنافسة، بعد 300 عام من هدير الآلات، مما يعني خسارة 18 عامل فيها لوظائفهم.
إنَّ مطبعة إيشمياتزين جوهرة في قلب الكرسي الرسولي الأرمني. في غرفة حجرية مقبّبة ينشغل 18 موظفًا، ابتداءً من المدير وانتهاءً بالعمّال، أمام الآلات حاملين رزمًا من الورق المطبوع لتُجمّع وتصبح كتب جديدة، في مشهدٍ يشبه خلية النحل من حيث النشاط والحركة والصخب.
إلا أنَّ شعورًا بالقلق يسودُ قلوب القائمين على الدار، إذ من المُرجح توقف أعمال الطباعة في غضون أشهر قليلة، وإغلاق المطبعة وبالتالي خسارة العمّال لوظائفهم.
فالآلات القديمة عفا عليها الزمن ولم تعد قادرة على منافسة الآلات المُتطورة التي تقدم أسعارًا وعروضًا أكثر إغراءً بفضل سرعة إنتاجها.
لكن إذا ما نجحنا في تجديد أسطول الطابعات هذا، سنتمكن من تأمين لقمة عيش دائمة لأسر الموظفين. فمن خلال خفض تكاليف الإنتاج، يمكننا وضع الكتب، التي تشكل أساس ثقافة أرمينيا العائدة جذورها إلى عدّة قرون، في متناول كل مواطن.
نحن بحاجة إلى ومساعدتكم لإنقاذ هذه المطبعة. فعطائكم السخي سيؤمن استمرارية عمل 18 موظف وبالتالي حماية قوتَ عائلاتهم اليومي. ناهيك عن مُساهمتكم في نشر الثقافة الأرمنية على نطاق واسع.
الأدب هو روح الأمة، والأدباء هم رعية تلك الروح والألسن الناطقة باسمها.
