سوريا
سوريا
قررت الأمم المتحدة في شهر كانون الثاني/يناير 2023 تعليق المُساعدات المقدمة إلى سوريا في إطار برنامج الأغذية العالمي. ويأتي هذا القرار على نحوٍ كارثي في بلد أنهكتهُ الحرب والعقوبات الدولية التي فرضتها القوى الغربية الكبرى، إذ يرزح اليوم بحسب تعبير الأمم المتحدة بحد ذاتها أكثر من 12 مليون سوري تحت وطأة انعدام الأمن الغذائي.
قررت بعثة منظمة SOS مسيحيي الشرق في سوريا تنفيذ مشروع يهدف إلى تحسين واقع السُكان المحليين المعيشي بُغية تفادي خطر المجاعة. ويتمثل هذا المشروع الذي تمَّ اعتماده في إعادة تأهيل المخابز الصناعية التي توفر الخبز بسعر مدعوم من الحكومة ليتمكن كل أفراد المُجتمع من تأمين الخبز، بما في ذلك السُكان الأشد فقرًا. وخلال الحرب، تضرر العديد من تلك المخابز مما أدى إلى تدهور كفاءتها. ففي منطقة حمص على سبيل المثال، يعمل المخبز الموجود في مدينة القُصير الصغيرة بريف حمص بطاقة وكفاءة مُتدنيتين. إذ أنه من المفترض أن يُنتج أكثر من 10,000 ربطة خبز يوميًا لتزويد المنطقة المُحيطة بأكملها، لكن اليوم يعجز عن إنتاج أكثر من 5600 ربطة يوميًا.
لذا تواصلتْ فرق بعثة منظمة SOS مسيحيي الشرق في سوريا مع إدارة المخبز للنظر في تجديده وتحديثه. وأُجريت دراسة جدوى واستقدام عروض أسعار لرسم ملامح المشروع وتقييم الأعمال وشراء المعدات المطلوبة. وعليه ستبلغ كلفة الأعمال اللازمة لإعادة تأهيل المخبز وإضافة خط إنتاج جديد 140,000 يورو.
سيوفر هذا المشروع الضخم الكبير الخبز لعدة آلاف من العائلات في المنطقة على المدى الطويل. وبالتالي فإن هذا الحل أفضل بكثير من توزيع المعونة الغذائية المباشرة لمرة واحدة وجعل العائلات معتمدة على المعونات. وعلاوة على ذلك، إذا ما ثبت نجاح هذا المشروع، سيتم تكراره في مناطق سكنية جديدة لديها مخابز آلية قابلة لإعادة التأهيل، وستكون فِرقنا على أهبة الاستعداد لتوسيع رقعة هكذا مشاريع خدمية.
