يمرُ لبنان حالياً بأسوأ أزمة قد عرفها في تاريخه.
فوصل دخل العائلات إلى مستوى مُزري نتيجة التضخم والأزمة الاقتصادية. مما أجبرهم على التوجه نحو المقايضة أو السوق السوداء لتأمين البنزين واللوازم المدرسية لأطفالهم.
ولم يعد لدى الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 8 سنوات ما يكفي لملء بطونهم خلال وقت الاستراحة، في حين يعمل المعلمون، الذين قرروا عدم الهجرة، مجانًا أو يتقاضون أجرًا زهيدًا.
إنَّ حالة النظام التعليمي في لبنان تعكس الحالة الكارثية في بلد الأرز ككل. فأصبح التعليم، حتى في المؤسسات العامة المجانية، حلمًا وترفًا لا يستطيع تحمل تكاليفه إلا القليلون. ومن أصل 1.2 مليون طفل لبناني، 700,000 طفل لم يتسجلوا في المدارس خلال العام الدراسي 2020/2021.
وسحبت 15 بالمئة من الأسر اللبنانية أطفالها من المدارس، في حين أرسلت 9 بالمئة من الأسر اللبنانية أطفالها إلى العمل.
كما أقبلَ خمسة مراهقين صغار في بلدة بيت حباك على الإنتحار بعد أن انفصلوا عن أصدقائهم بسبب الإغلاق العام المطوّل للمدارس خلال جائحة كوفيد-19.
وإذا ما كان هناك شيء لا ينبغي التهاون فيه في أي مجتمع، فهو تعليم أبنائه، فهم مستقبله. فما العمل؟
لطالما كان قطاع التعليم مصدر فخر واعتزاز للبنانيين الذين كانوا عملوا جاهدين على وضع لبنان بين أفضل البلدان في العالم من ناحية النظام التعليمي. وكان الالتحاق بمدرسة لبنانية علامة على النجاح.
أما اليوم، تواجه المدارس خطر حقيقي، إذ تغرق 80 بالمئة من المدارس في لبنان في ضائقة اقتصادي خطيرة للغاية. وقد تضطر العديد منها إغلاق أبوابها في الأشهر المُقبلة.
كما أدى الإنهيار الاقتصادي الذي ضربَ الطبقة الوسطى إلى الحيلولة دون دفع الأقساط المدرسية لأطفالهم في عام 2019، مما زاد من ديون المدارس.
استجابةً لحالة الطوارئ هذه، استهلت منظمة SOS مسيحيي الشرق برنامجًا لتمويل تعليم 8,000 تلميذ في 18 مدرسة شبه مجانية تديرها الراهبات والمُكرسين. حيثُ ستُخصص التبرعات بالمقام الأول لدفع أجور المعلمين المُستحقة. وبالتالي ضمان استمرارية تعليم الأطفال وتأمين حياة كريمة لمعلميهم.
وتبلغ القيمة الأولية لهذه المشروع 150,000 يورو ستخصص للمدارس في شمال لبنان (عكار والبقاع) والجنوب (رميش) وجبل لبنان (ميفوق وبيطحبة وغيرها من البلدات).
تُعدُ المدارس، ولا سيما المدارس المسيحية، دعامة حقيقية للبنان، إذ تُشكل تلك الأخيرة عامل للتلاحم والحوار بين مختلف الطوائف الدينية، ناهيك عن دورها الرائد في الحفاظ على المستوى الأكاديمي الراقي الذي لطالما تمتع به لبنان. لذا من الضروري مُساندة الأطفال اللبنانيين لتلقي التعليم المناسب.
ساعدونا في تأمين تعليم كريم وعالي الجودة للأطفال اللبنانيين.
تخذلني الكلمات حقًا، شكرًا جزيلا لأنكم لم تنسونا، شكرًا من أعماق القلب.
It seems we can't find what you're looking for.