تقعُ مدينة كومبولشا في منطقة أمهرة وتُسجل فيها فوارق اجتماعية كبيرة. ويؤدي الآباء البيض، أو المعروفين رسميًا بمرسلي أفريقيا، دورًا أساسيًا في تعزيز الحوار بين الطوائف ولا سيما المسيحيين الأرثوذكس والمسلمين، ناهيك عن دعمِ السكان الأكثر ضعفًا. ومن بين هؤلاء السكان تُدرج مجموعة مكونة من 87 مُصاب بالجذام وعائلاتهم (أكثر من 200 شخص)، تعيشُ في حَي قريب من مقر الآباء مرسلو أفريقيا.
يعاني المُصابون بالجذام من الوسم بالعلة والتهميش إلى حدٍ كبير على الرغم من أن الجذام أصبح الآن مرضًا قابلاً للشفاء. مما يحرمهم من فرص العمل ويجعلهم معتمدين على مُساعدات المنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية، ولا سيما على بقايا الطعام التي تجمعها الجامعة المحلية، والتي لا تكفي لتغطية احتياجاتهم.
هذا المشروع يُعد أول خطوة للانتقال من الاعتماد على المساعدات الطارئة إلى التنمية المستدامة ويهدف إلى تمكين المُصابين بالجذام من خلال إنشاء مطحنة تُديرها تعاونية محلية.
يهدفُ هذا المشروع إلى تحقيق الاستقلال المالي والغذائي لمرضى الجذام وعائلاتهم في كومبولشا. ويتمثل في بناء مطحنة على أرضٍ تابعة لجمعية كومبولشا للجذام، الواقعة بالقرب من مركز Selam Youth Center التابع لمُرسلي أفريقيا. ويتضمن المشروع إنشاء المطحنة وتجهيز البنية التحتية اللازمة وتدريب الأفراد لضمان إدارتها وصيانتها. كما سيُأسس مجلس إدارة يتكون من خمسة أشخاص ذو سمعة حسنة للإشراف على التعاونية. سيهتم مجلس الإدارة هذا بتشغيل المطحنة، بكل ما تتضمنه الكلمة من نواحي مثل الإدارة المالية وتشغيل الآلات وفرز الحبوب والتعبئة والتنظيف. وستساعد المطحنة في تلبية الاحتياجات الغذائية الفورية للمُستفيدين ودر دخل ثابت على تلك الأسر المهمشة.
وسيُعزز هذا النشاط المُستدام دمج مرضى الجذام في المجتمع ويُساهم في تغيير نظرة السكان المحليين تجاههم. كما سيخلق هذا المشروع فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لهم. وسيكتسب أعضاء التعاونية مهارات جديدة من شأنها تعزيز قدرتهم على إدارة أنشطة مماثلة في المستقبل، مع تقليل اعتمادهم على المساعدات الخارجية. وبالتالي، فهو مشروع انتقالي من شأنه أن يعزز استقلالية وكرامة مرضى الجذام وتحسين ظروفهم المعيشية وتأمين الرعاية الطبية اللائقة لهم.
يمثلُ هذا المشروع فرصة مميزة لإحداث تغيير مُستدام في حياة المُهمَشين. بدعمكم، يمكننا أن نوفر لهذه العائلات الوسائل اللازمة لتمكين نفسها والعيش بكرامة. إنَّ مُساهمتكم في تمويل هذه المطحنة ستجعلكم فاعلا أساسيًا في تغيير الواقع.
كل تبرُع، مهما كان متواضعًا، سيُحدث فرقًا.