يَأنُّ لبنان بصمت، تلك الأرض الجميلة التي أنهكها الزمن لتصبح محط مطامع واستغلال الكثيرين وخاضعة إلى جهات تستخدم القوة على حساب الشعب اللبناني.
لقد تسببَ الصراع الرهيب في الأراضي المُقدسة بين إسرائيل والسلطات الإسلامية المختلفة مسرحًا لمواجهاتٍ امتدت إلى لبنان.
فمنذ 23 أيلول/سبتمبر 2024 وحتى اليوم، يرزحُ جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة البقاع تحت وطأةِ قصفٍ متواصلٍ. حيثُ قُصفت المستشفيات، ودُمّرت المباني الدينية والأثرية، وأصيبَ وقُتل وجُرح عمال الإنقاذ والمدنيون، مما جعل الحصيلة كارثية. في يوم الخميس 10 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أنَّ عدد الضحايا الإجمالي منذ الهجوم الأول في 23 أيلول/سبتمبر بلغ 2141 وفاة و10,099 إصابة. وحتى تاريخه، تم افتتاح 1000 مركز إيواء لاستقبال النازحين، منها 807 مراكز وصلت إلى طاقتها الاستيعابية القصوى. بالإضافة إلى تسجيل 185,400 نازح في مراكز الإيواء المذكورة.
اضطرت مئات الآلاف من العائلات مغادرة منازلها، وأحيانًا من دون أن يتسنى لهم الوقت حتى لارتداء أحذيتهم.
ويقول أحدُ أرباب الأسر من قرية راشيا الفخّار: ”إننا نعيش هذه الحرب منذ عام، لكن في هذه الأيام ازداد حجم وشدة القصف بجنون. لقد قاومنا الخوف حتى الآن، لكنه تغلب علينا في هذه المرة، لذا رافقت زوجتي وأطفالي إلى بيروت حفاظًا على سلامتهم. أما أنا فسأعود رغم كل شيء، لا أتخيل حياتي من دون أرضي.”
تسعى منظمة SOS مسيحيي الشرف هذه المشروع إلى تلبية احتياجاتهم الأساسية من خلال توفير طرود غذائية ومرتبات وأدوات منزلية لمراكز الإيواء. وعلى سبيل المثال فتح دير سيدة النجاة اليسوعي في بكفيا أبوابه لأربع عائلات قادمة من جنوب البلاد، لكنه غير مُجهز بما فيه الكفاية لاستقبالهم على نحوٍ لائق ويفتقر إلى العديد من الأدوات.
في ظلِ العجز عن إحلال السلام من جديد، لم يبقى لمنظمة SOS مسيحيي الشرق إلا التبرُع بسخاء بالطرود الغذائية والأثاث. لا يمكن للبنانيين في هذه الأوضاع إلا الاعتماد علينا وعلى عطائكم. فإذا لم نساعدهم، لن يساعدهم أحد آخر.
ساعدونا هنا لنساعدهم هناك في أسرع وقت مُمكن.
أتت منظمة SOS مسيحيي الشرق في في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 إلى قريتنا الحدودية في جنوب لبنان. وأنا اليوم متأثر للغاية لرؤيتكم من جديد بعد مرور عام وهذا يعني أنكم لم لتنسونا. وبالنيابة عن رعيتي كلها، أبارككم وأسألكم الصلاة من أجلنا.