”لقد خسرنا حتى اليوم أكثر من مائة ضحية على الجانب اللبناني من الحدود، حيث يعيش العديد من المسيحيين.”
وبينما ركزَّ العالم جُلَّ اهتمامه على أوكرانيا والضفة الغربية وقطاع غزة، تُرك المسيحيون اللبنانيون وحيدين في الميدان.
”يحبسُ جميع اللبنانيون أنفاسهم ترقُبًا، فهم على يقين بأنَّ السلام الحالي هشٌ للغاية.” ولسببٍ ما، يمرُ لبنان بأسوأ أزماته الاقتصادية والسياسية على الإطلاق، ناهيك عن تبِعات إنفجار مرفأ بيروت في يوم 4 آب/أغسطس 2020. ويُصارع لبنان من أجل البقاء، فبين انهيارٍ تعيشه الليرة اللبنانية وصلَ إلى 90 بالمئة تقريبًا من قيمتها، والتضخم المُفرط وغياب الدولة، يعيشُ 80 بالمئة من السُكان تحت خط الفقر من دون تأمين مياه الشرب أو الكهرباء.
وقد اشتدت حدّة التوترات في جنوب لبنان، تلك المنطقة المشحونة أصلاً، منذ يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، تزامنًا مع تبادل يومي لإطلاق الصواريخ بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
إلا أنَّ السيناريو الأسوأ لم يُعرض بعد، فبحسب تحذيرات وزير الدفاع الإسرائيلي: ”ما نفعله في غزة، يمكننا تكراره أيضًا في بيروت إذا ما تجاوز حزب الله الخط الأحمر“.
يجدُ المسيحيون القاطنون في قرى جنوب لبنان الحدودية مع إسرائيل، صعوبة بالغة في تأمين المواد الغذائية. لا سيما بعدَ تضاعُف أسعارها، خلال 48 ساعة من بدأ الصراع، المرتفعة أصلاً بسبب مشاكل الإمدادات. كما فرّ العديد من المسيحيين من المنطقة هربًا من القصف اليومي. إلا أنَّ حوالي 1300 عائلة في 16 قرية اختارت البقاء في أراضيها للحفاظ على الوجود المسيحي في المنطقة.
تُساندُ منظمة SOS مسيحيي الشرق بالتعاون مع الأبرشيات المحلية تلك العائلات، من خلال توزيع طرود غذائية ومواد الاحتياجات الأولية لمساعدتها على البقاء في بيوتها.
ويحتوي كل طرد غذائي على زيت الزيتون والحمّص والسميد وعلب التونة والسكر والجبن، بحيث يكفي لتلبية احتياجات الأسرة لمدّة أسبوعين.
وبفضلِ عطائكم، نستطيعُ توزيع ما يُقارب 1,300 طرد على العائلات الغارقة في فقرٍ مُدقعٍ.
سيُأثرُ تبرعكم، مهما كان متواضعًا، على نحوٍ كبيرٍ في هذا المشروع الحيوي. فكل مساهمة تقربنا خطوة من هدفنا المُشترك. لذا ندعوكم إلى شبك أيديكم مع أيدي مسيحيي الشرق ودعم العائلات اللبنانية الأكثر احتياجًا.
نعيشُ في كرَبٍ يومي، ونراقب الأحداث ساعة بساعة ونصلي من أجل تهدئة الأوضاع. كل ما نريده هو أن نحيا بسلام في جنوب لبنان.