باريس، 6 شباط / فبراير 2023. وجدَ عشرات الآلاف من السوريين أنفسهم من دون مأوى وعُرضة لبرد الشتاء في أعقاب الزلال الذي ضرب مدينة حلب في يوم 6 شباط/فبراير. فلم يكن لهم سوى الذهاب إلى مراكز الإيواء حيثُ تكسدوا من دون أي دخل شهري لهم. وعلى الرغم من تلك الأزمة الإنسانية، لا تزال العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المُتحدة الأمريكية وأوروبا على سوريا تُعيق وصول المُساعدات الدولية. وقد أعلنت الولايات المُتحدة الأمريكية رفع العقوبات الاقتصادية لمدة 180 يومًا، إلا أنَّ الاتحاد الأوروبي لم يحذو حذوها. لذا تُطالب منظمة SOS مسيحيي الشرق بإلحاح رفع هذه العقوبات وتناشد فرنسا إرسال المُساعدات الإنسانية ليس فقط إلى تركيا وإنما إلى سوريا أيضًا.
إنَّ بعثة منظمة SOS مسيحيي الشرق في حلب السورية تعمل في ظروفِ أزمة إنسانية غير مسبوقة، إذ انهارت عشرات المباني وصُنفت المئات منها آيلة للسقوط، وفقدت مئات آلاف العائلات كل مقتنياتها. كما غصت مراكز الإيواء بالمُشردين، وتواجه الكنائس والجوامع والمؤسسات القليلة العاملة في الميدان صعاب عديدة لرعاية ضحايا الزلزال بعد أن خسروا حرفيًا كل شيء.
ويجدر الذكر أنَّ العقوبات تعرقلُ وصول المُساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري علمًا أنَّ الأزمة الإنسانية الحالية طرأت عقبَ عشرة سنوات من الحرب، واستفحال الفقر، والنقص المُستمر في الموارد.
في يوم 9 شباط/فبراير، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في بيانٍ صحفي عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا للفاعلين في الميدان الإنساني لمدة 180 يومًا. لذا بات من الضروري أن يرفع الاتحاد الأوروبي وفرنسا تلك العقوبات أو أن يُعلقاها بُغية تسهيل عمل الفاعلين في الميدان الإنساني لخدمة الشعب السوري.
وتشهدُ SOS مسيحيي الشرق، وهي واحدة من المنظمات غير الحكومية النادرة الحاضرة على الأرض في حلب، على الصعوبات الجمّة التي تمثلها العقوبات بالنسبة إلى العاملين في الميدان الإنساني، وتدعو بدورها السُلطات الحكومية إلى إدراك العواقب الوخيمة لتلك العقوبات، ولا سيما في أوقات الأزمات على غرار الزلزال الأخير.
وضُعت عريضة على الانترنت لدعم مناشدات الجمعية:
https://sanctions-syrie-victimes-seisme.fundasso.org/#petition
وخُصصت صفحة جمع تبرعات على الإنترنت لمُساعدة فرق منظمة SOS مسيحيي الشرق على دعم سُكان حلب المتضررين في أعقاب الزلزال
https://jedonne.soschretiensdorient.fr/urgenceseisme/syrie/~mon-don
تُجيبُ فرقنا العاملة في الميدان برحابة صدر على أسئلة الصحفيين واستفساراتهم بشأن الوضع الراهن.