لقد مرتْ بضعُ ساعات منذُ إقلاع طائرتي وها هي ذكرياتي تعودُ إلى عقلي وتتجمع واحدة تلو الأخرى ليقرأها قلبي. وبينما استجمعُ ذكرياتي، تتوسعُ عيناي وتبدوُ أكثرَ إصراراً لتعكسا كل ما رأيتهُ في أرمينيا. فأدركتُ بالفعل أنني أخذتُ أكثر مما قدمت، وأنَّ قضاء ذلك الشهر بعيداً عن فرنسا وعن منزلي الريفي الصغير، أعادَ لي جوهر الحياة.
كنتُ أتأملُ القبورَ بحزنٍ ودهشةٍ أمام هذا الكمِّ من الألم. فهناك فرقٌ ملحوظ بين سكينة الأجساد الشابة الراقدة تحت التراب، وصخبِ الورود والصور وكبار السن، وهم يتلهفون لإنهاء فظائع هذه الحرب.
“يا رب، أزرعني حيثُ الظلمة لأكونَ النور، وحيث الحزن لأكون الفرح”.
رافاييل، متطوعة في أرمينيا.
مسؤولة قسم المتطوعين