ولِدت الأم تيريزا، واسمها الأصلي آغنيس غونكزا بوجاكسيو، في يوم 26 آب/أغسطس 1910 في بلدة إسكوبية، جمهورية مقدونية الحالية. ودخلت الدير في مدينة كالكوتا بالهند بعمر 21 عام حيثُ بدأت رحلتها الكُبرى.
ونالتْ العديد من الجوائز، بما في ذلك جائزة نوبل للسلام في عام 1979، والتي قبلتها “باسم الفقراء”. فخلال خطاب استلام الجائزة، أذهلتْ الجمهور بتلاوة صلاة القدّيس فرنسيس الأسيزي، أنشودة الحُب:
يا رب استعملني أداة لسلامك
فأزرع الحب والغفران مكان الحقد و الكراهية
وأنشر الحق و الائتلاف بدل الضلال و اللامبالاة
أيها الرب.. استعملني أداة لسلامك،
فأرني الأيمان و الرجاء محاربا الشك واليأس.
و بث النور و الفرح طاردا الظلمة و الكآبة.
لا تسمح أيها السيد بان أنصرف إلى البحث عن سعادتي و تعزيتي، دون الاكتراث بسعادة الآخرين وتعزيتهم.
أعطني أن أسارع إلى تفهم الآخرين قبل أن أطلب منهم أن يفهموني.
واجعلني أن أبادرهم بمحبتي غير منتظر منهم أن يبادلوني محبتهم وعطفهم.
فبالعطاء يتم الأخذ، و بالإخلاء يتم الامتلاء.
إذ عندما نغفر للآخرين يغفر لنا، وعندما نموت عن الآخرين نُبْعَث بالقيامة.
وواصلت القدّيسة تريزا دي كالكوتا رسالتها حتى النهاية، من دون أن تفشل، بفضل الصلاة وخدمت الأشخاص الأكثر حرمانًا، والذين لم يعد أحد يريدهم: البُرص، والمرضى العقليين، والأيتام… “هناك شيء جميل جدًا يمكن رؤيته يقبل الفقراء مصيرهم ويعانونه مثل آلام المسيح. إن العالم يكسب الكثير من معاناتهم. »
لكن الأم تيريزا عاشت أيضًا خلال عملها الرسولي أيامًا حالكة الظلمة وجفافًا داخليًا وإيمانيًا. فكانت تشعر بالرفض والعزلة والإهمال، على غِرار أولئك الذين ترعاهم. وبدلاً من أن يثبطها ألمها الداخلي، دفعها إلى الاتحاد على نحوٍ أعمق مع الرَّب. فكما صرخ يسوع “أنا عطشان” على الصليب، صرخت الأم “أنا عطشانة إلى محبة كل إنسان”. إنَّ عزلتها الداخلية سمحت لها بفهم عزلة الأشخاص الأكثر حرمانًا. لذا كانت تُصلي باستمرار حتى في أقصى مراحل الإرهاق.
لنُصلي إلى الرًّب مثلَ الأم تيريزا لكي يُساعد المتطوعين، ولا سيما أولئك العاملين مع جامعي القمامة في عشوائيات القاهرة من أجل أن يحافظوا على فرحٍ ثابت في مواجهة عواصف الحياة. ولاتخاذ القرار الحازم بتفضيل مصلحة الآخرين على أنفسهم. ولكي يحافظون على تواضعهم، وكرامتهم، وروحهم بيد الله.