تقعُ عشوائية 15 مايو في حلوان إلى الجنوب من العاصمة المصرية القاهرة، وتضم حوالي 5000 نسمة، مُعظمهم من الأقباط الأرثوذكس، ويعمل جُلّهم في جمع القمامة، فيتجولون يوميًا لجمع القمامة وفرزها وإعادة تدويرها في أكبر مركز فرز نفايات في الشرق الأوسط.
إنَّ الظروف المعيشية في هذه العشوائية غير صحية على الإطلاق، إذ لا يوجد سوى أنبوب مياه واحد لتغذية الحَي بأكمله. في حين تصل الكهرباء، المسروقة من السوق المجاور، إلى البيوت عبرَ شبكة كهربائية بدائية للغاية.
في هذه الأوضاع، تعيش 650 عائلة في أكواخ صغيرة المبنية بالطوب الأحمر، أو بالصفائح المعدنية المُتكئة على الأرض مباشرة، وغالبًا ما يكون سقفها عبارة عن حزم قليلة من القش. ويلهوا الأطفال حول هذه المساكن، حفاة الأقدام، بين أكوام القمامة والفضلات المتراكمة.
ولزيادة الطين بلة، ضربت المنطقة سيول شكلتها الأمطار الطوفانية في ربيع عام 2020، جارفة معها نصف مساكن العشوائية حرفيًا، تاركة وراءها مشهدًا مروعًا من الدمار.
يُمثلُ الأب أثناسيوس، وهو كاهن قبطي أرثوذكسي، السلطتين المدنية والروحية في عشوائية 15 مايو، إذ استهلَ في عام 2007 بناء كنيسة البابا شنودة الثالث في الساحة الرئيسية، ليُشكل ذلك البناء بيئة صحية وملاذ سلام لسُكان الحَي.
أمّا منظمة SOS مسيحيي الشرق، فقررت بدورها بناء طابق ثانٍ في مُستشفى المجمّع المقابل للكنيسة. فهو يقتصر حاليًا على بعض غُرف المُعاينة الطبية، وغرف استقبال المرضى وصيدلية بالية. كما يحول نقص المعدّات والموظفين دون تقديم خدمات طبية لائقة، فلا يتم استدعاء الطبيب إلا في حالات الطوارئ.
لذا، بناء طابق ثاني في المُستشفى، من شأنه تمكين الأطباء من التواجد بانتظام في الحَي، كما سيوسع الصيدلية ويزيد عدد عيادات المُعاينة ويُتيح غرفة للعمليات، وبالتالي تعزيز الرعاية الطبية في العشوائيات.
إنَّ القائمين على هذا المشروع في حَي 15 مايو يحتاجون إلى مُساعدتكم، فتبرعكم، مهما كان متواضعًا، سيُساهم في تمديد شبكة الكهرباء في الطابق الجديد. ساهموا في بناء هذا المُستشفى وتحسين الواقع الطبي في عشوائيات مصر.
ساعدونا في تحسين ظروف جامعي القمامة المعيشية في عشوائية 15 مايو، من خلال إتاحة تلقي العلاج الطبي للجميع.
إنَّ العمّال ذوي السواعد السمراء مستعدون لاستهلال أعمال البناء، في حين يتنظر الأطباء العيادات الجديدة لاستقبال المرضى. لم يبقى سوى عطائكم لتنفيذ هذا المشروع الحيوي.
غالبًا ما ينتهي الأمر بوفاة الشخص المريض أو المصاب، وفي أحسن الأحوال يُبتر أحد أطرافه، وهذه نتيجة طبيعية نظرًا إلى عدم وجود مُستشفى في الحَي. لذلك نحن بحاجة ماسة إلى المستشفى هنا. وكل هذا العمل يتم بفضل منظمة SOS مسيحيي الشرق.